هذا كتاب اختصر فيه مصنفه كتاب «إحياء علوم الدين» للإمام أبي حامد الغزالي؛ لذكرى العامة، وافيا بحاجياتهم، مجردا عن دقائق المسائل قريب الأخذ للمتناول؛ فقد حذف المصنف المباحث التي لا تفقهها العوام، ولا ينتفع بها إلا خاصة الأنام.
جمال الدين أو محمد جمال الدين بن محمد سعيد بن قاسم الحلاق، من سلالة الحسين السبط، ولد سنة (1283هـ) إمام الشام في عصره، علما بالدين، وتضلعا من فنون الأدب مولده ووفاته في دمشق. كان سلفي العقيدة لا يقول بالتقليد. انتدبته الحكومة للرحلة وإلقاء الدروس العامة في القرى والبلاد السورية، فأقام في عمله هذا أربع سنوات (1308 - 1312 هـ) ثم رحل إلى مصر، وزار المدينة. ولما عاد اتهمه حسدته بتأسيس مذهب جديد في الدين، سموه (المذهب الجمالي) فقبضت عليه الحكومة (سنة 1313 هـ) وسألته، فرد التهمة فأخلي سبيله، واعتذر إليه والي دمشق، فانقطع في منزله للتصنيف وإلقاء الدروس الخاصة والعامة، في التفسير وعلوم الشريعة الإسلامية والأدب.توفي سنة (1332 هـ).